اختيار مسار التحول

27 أبريل 2021

لا بد أن نستهل حديثنا اليوم بذكر بعض الحقائق الأساسية التي قد تكون غائبةً عن معظم الناس….

لا بد أن نستهل حديثنا اليوم بذكر بعض الحقائق الأساسية التي قد تكون غائبةً عن معظم الناس….

  • قدمت النساء حوالي 40% من أنجح تدابير الاستجابة للجائحة
  • تشغل النساء نسبة 39% فقط من إجمالي الوظائف حول العالم
  • تكبدّت النساء 54% من إجمالي الوظائف المفقودة خلال عام 2020
  • تشكل النساء الغالبية العظمى من عاملي الرعاية الصحية المتواجدين على الخطوط الأمامية للكفاح ضد جائحة كوفيد-19

لا يمكن لأي كان أن يشكك في أهلية المرأة لشغل المناصب القيادية المؤثرة، لكن الكثير منهن للأسف لم يحصلن على الفرصة المناسبة لإبراز مهاراتهن القيادية المتميزة، وتواجه غالبيتهن مجموعةً متنوعة من العقبات والتحديات التي تعترض إطلاق قدراتهن الشخصية الكاملة. وسواء كان الأمر يتعلق بتأسيس البيئة المؤسسية المناسبة أو إحقاق المساواة في الفرص والأجور أو تسهيل المسار المهني، على سبيل المثال لا الحصر؛ يتعين علينا إدراك حقيقة أن هناك الكثير من العوامل المساهمة في هذا الأمر وأن أمامنا الكثير من العمل الواجب لتمكين المرأة العاملة من تحقيق أهدافها المهنية.

وفي الوقت الراهن، كثيرة هي الفرص التي تتيح للمرأة شقّ مسارها المهني الناجح بدلاً من انتظار نظام العمل السائد حتى يصبح منسجماً مع احتياجاتها. وفيما يلي ثلاث خطوات من شأنها أن تضع المرأة على المسار الصحيح:

التفكّر الذاتي المستمر من أجل التطور

تنطوي مسألة فهم المرأة لذاتها وتحديد المواطن والمجالات التي تحتاج لإجراء تحسينات شخصية من أجل الاستعداد للمسؤوليات المستقبلية وتحقيق النجاح على أهمية كبرى في سبيل إدراك الأهداف المهنية والقيادية والإدارية. لكن يمكن أن تتسم عملية التحديد هذه بتعقيد بالغ، لذا يعتبر تدريب الذات على تمييز مجالات التحسين دون إطلاق الأحكام أمراً ضرورياً للغاية. وكل ما يتعين على المرأة أن تفعله هنا هو تعلّم كيفية ممارسة التأمل والتفكّر الذاتي كوسيلة لمواجهة تحديات البيئات المؤسسية وتحقيق الإنجازات الشخصية والمهنية. وباستخدام هذه التقنيات، ستكون المرأة قادرة على تنمية مهاراتها القيادية وتعزيز إمكاناتها بصورة تعود بالفائدة عليها شخصياً على ومؤسستها ومن يعمل تحت إدارتها.

تطوير واعتماد منهجية قيادية تركز على الإنسان

إذا علمتنا الجائحة أي درس، فهو أن المشهد المؤسسي قد تغيّر دون رجعة وأن قيمة سلوكيات القيادة المتفهمة باتت تشكل جانباً أساسياً أكثر من أي وقت مضى. لذلك، سيسهم تطبيق منهجية تركز على الإنسان المرأة من ممارسة سلوكيات القيادة المتفهمة التي باتت تتطلبها التغييرات الاقتصادية في وقتنا الراهن. ولا تنحصر فوائد هذا الأمر بتلك العائدة على المؤسسة والموظفين، بل يمكن لبناء شخصية قيادية قوية ومرنة ومتفهمة (وهي مهارة أساسية لا يمتلكها سوى 40% من القادة) أن يعد المرأة لتحقيق النجاح على المدى الطويل بغض النظر عن القطاع أو التغيرات الاقتصادية أو حتى التحديات الفوضوية الجديدة التي تعترض طريقها.

اختيار مسار التحول

لا يجب أن تؤثر معايير القطاع أو السوق التي تنشط ضمنها المرأة على مسيرة تقدمها المهني، فحتى القطاعات التي يهيمن عليها الذكور ترحب دوماً بالعاملين المتميزين. وسواء كان هذا التميز مرتكزاً على مهاراتهم أو عقليتهم أو منهجيتهم القيادية، يبقى التقدم المستمر أهم العوامل التي تؤخذ بالاعتبار حالياً أكثر من أي وقت مضى. لدرجة أن مصطلح “التغيير” لم يعد كافياً لوصف عملية التحول الجذري هذه، وأي وصف آخر لها يعني بالضرورة التخلي عن القيم الشخصية والمساومة على المعتقدات. وتتمثل إحدى أفضل النتائج التي يمكن للمرأة تحصيلها بغرس بيئة قائمة على التعلم تسودها قيم التعاون والابتكار.

وعند الجمع بينها، يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تساعد المرأة على صعود الهرم المؤسسي بكل ثقة وتمكينها من قيادة أي فريق نحو النجاح المذهل. وسواء كانت المرأة تعمل بشكل فردي أو تقود فريقاً صغيراً أو كبيراً أو تدير شركة كاملة، يمكن لتعلم كيفية تحسين التأثير والمساهمة المهنية أن يجعل منها أحد الأصول القيمة لأي فريق أو مؤسسة أو حتى المجتمع من حولها.